سبونج (حُـــــب) !!

عبير فارس 7 أكتوبر, 2012 11


عندما تستمع إلى بوح أحدهم انصت إليه بكل ما فيك , ثم بعد أن ينتهي مباشرة تعمد أن تعكس ما قاله تماما ً , وستُفاجأ

بموافقته لك بشكل مبدأي , ثم قد يهز رأسه متداركا ً ردة فعله السريعة بالنفي؛ ذلك بأنك وافقت شعوره الحقيقي الذي حاول

أن يخفيه بمفرداته الخاوية ! .

الكثير من الناس هم من يجاهدون أنفسهم لكي يظهروا في أبهى حالاتهم فيكادون يُحسóدون على ما لا يملكونه أصلا ً ,

ولربما كانت رغبتهم الشديدة وتعلقهم الشديد بما يتمنونه هو السبيل في ما أصابهم فهم يعيشون في جنة خيالهم على أرض

جرداء, فيتجردون حتى من مشاعرهم !.

فلماذا قد يمارس بعضنا شيئا ً كهذا ؟

لربما قد يُرجع البعض السبب الأول إلى الكبرياء , ولا أعلم إن كان انتهاء هذه الكلمة ب (رياء) – في هذا الموضع – هو

من باب المصادفة أم هو معنى حقيقي يحكي ما تم توريته خلف ذلك ( الكبر) , وكأنهم نحتوا جدُر بواطنهم بأظافر الكبرياء

, حتى بات نزيفها يسقي ذات العروق بعدما انهكها جفافها ! ولا زالوا يصرون على الرياء أقصد الكبرياء كما يحلو لهم

دائما ً أن يطلقون عليه .

أمóا رأيت السلحفاة قد أثقلت كاهلها بتلك الصóدفة القوية فتباطأت خطواتها دهراً… رغم ليونتها !

أما السبب الثاني والذي يقوم عليه المقال هو أن هناك فئة راقية من الناس لا أجد أقرب مثالاً لها إلا الإسفنجة , فهي تمتص

إفرازات ما حولها بكل قوة , فتخفيه بداخلها وكأن شيئا ً لم يكن , ثم لا تجد لها محلا ًعن الإعراب فيما انهكها سلفا ً!

هنا يصبح البوح عند هذه الإسفنجة بمثابة الإغراق بالحزن على من ينصت إليها , فيصبح من البر أن لا تبوح فتتعمد

عندها إخفاء الحقيقة حباً لمن ينصت لها , وإلا فما بال هذه الإسفنجة تتوشح جنباتها الفجوات ؟ ….

قد نخرت الفجوات مساحات جسمها وبلا رحمة يتم إعادة استخدامها .

قارئي العزيز ,,,,

اعلم أن من أرغمه الكبرياء على تحمل ما لا يطيق لن يبوح طوعا ً وسيدعوه ذلك (الكبر) على (رياء) نفسه قبل غيره ,

كما أن الإسفنجة لن تعتصر إلا آلام غيرها , وستكتفي بتلك التجويفات التي ستتغذى على بقاياها تباعا ًإلى أن تهلك ..

لذلك أقول ….

أن احتراف الانصات لمن حولك لا يكتمل بأن تستمع إلى كلماتهم بل يتجاوز إلى التماس ذلك الجزء الذي لربما قد يخالف

كلماتهم تماماً , و يتبين من عمق نظراتهم أو لغة الجسد لديهم , أو ربما تلك الحيرة المستقطعة بين

ما يقولونه, وما يشعرون به , فكن هناك دائماً .

11 تعليق »

  1. ambitious553 7 أكتوبر, 2012 في 6:46 م - Reply

    يمكنك مشاهدة الصفحة في http://www.arabslab.com/vb/content.php?r=222-how_-to_-listen

  2. Hamood AlSudais 8 أكتوبر, 2012 في 4:51 م - Reply

    لربما قد يُرجع البعض السبب الأول إلى الكبرياء , ولا أعلم إن كان انتهاء هذه الكلمة ب (رياء) – في هذا الموضع – هو

    من باب المصادفة أم هو معنى حقيقي يحكي ما تم توريته خلف ذلك ( الكبر) , وكأنهم نحتوا جدُر بواطنهم بأظافر الكبرياء

    مقال رائع وأعجبني انه تطرق إلى ابعد من فن الإنصات.. شكراً لك

  3. ambitious553 9 أكتوبر, 2012 في 7:23 م - Reply

    يشرفني ذلك أخي حمود …

    وشكري يمتد لذائقتك ..

  4. ابو اويس الفراصي 7 نوفمبر, 2012 في 8:57 ص - Reply

    الله يزيدكم من العلم

  5. احمد رامي 10 نوفمبر, 2012 في 7:57 م - Reply

    كلام صحيح جدا, شكرا عبير

  6. ambitious553 14 نوفمبر, 2012 في 4:04 م - Reply

    اللهم آمين جميعا يارب أخي الفاضل ابو اويس الفراصي ,,,

  7. ambitious553 14 نوفمبر, 2012 في 4:09 م - Reply

    أشكرك أخي الكريم أحمد رامي ,,

    ما يقابل كلامك تماما ً أن هذه (الصحة) في الكلام تعكس ( انكسار) من يمارسه وكذلك جدا ً!! ..

    دمت بخير ..

  8. shemoo 14 نوفمبر, 2012 في 4:51 م - Reply

    مقال رائع شكرا لك

  9. ambitious553 15 نوفمبر, 2012 في 7:27 م - Reply

    لا يعتريني شك أن قراءتك للفكرة هي الرائعة ..

    سعيدة بوجودك هنا أختي shemoo

  10. العزة 18 نوفمبر, 2012 في 6:36 ص - Reply

    فكرة المقال جميلة جدا”.. أن نفهم معاني الكلمات وما وراء الكلام أمر له من الأهمية ما يجعله من أهم الأمور التي يقوم عليها فن الإنصات… ولا أرى من العيب أن يتحدث الشخص بما ليس فيه وهو يسعى راغبا أن يتخلق به( انما الحلم بالتحلم)”من غير افراط”.. كما انني لا أحب أن أكون الإسفنجة.. و لا أرى من الحكمة أن يحترق الشخص بآلام من حولة.. ولكن نخفف الألم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.. و1..ولك مني خالص الود. وأدام الله وصالنا..و1

  11. ambitious553 18 نوفمبر, 2012 في 1:52 م - Reply

    مرحباً بعزيزò ازداد به المكان ألقا ً … أهلا ( العزة )..

    أوافق رأيك في شطر حديثك الأول , وأوافقك في الثاني كمبدأ راسخ ( للتخلق )

    بعيدا ً كلó البعدö عن الامتناع عن مصداقية (البوح ) , والذي أعتقده تماما ً أنه من

    المجحف بحق النفس أن تتظاهر بعكس ما تكنه إما مكابرة ً ,أو

    سداً لمسام ö التنفس حد الاختناق ؛ مراعاة ً للآخرين !..

    فالأول منعته (نفسه ) والثاني (حبه للآخرين ) لذلك استحق العنوان ,

    وليس في الذكر إقراراً لحكمةö أحدهما , ولكن الإقرار بوجود الفكرة.

    المقال تطرق لسببين من كثير أسبابò قد تؤدي إلى ذلك , بينما المُخاطóب (القارئ)

    هو بمثابة الشخص المنصöت الذي يستوجب عليه أن ينصت للشخص كله وليس

    لكلماته فقط.

    هكذا نحن دائماً عزيزتي نختلف ولا خلاف .. حقا ً أسعدني وجودك ..

اكتب رد »

Google+