بقلم / عبير فارس
بينما كنت ُ أمارس عملي الليلي في مختبر إحدى المستشفيات وأثناء ثورة من الهدوء القاتل , كعادتي هرولت مسرعة لأطفئ ذلك
الهدوء بجرعة من الإزعاج الفكري الجميل مترجóما ً بقراءة متفرقة لمجموعة من المقالات والكتب .
أثناء ذلك لفتت نظري كلمة كُتبت في ذيل احدى الصحف المتناثرة بكلö عبث , كانت الكلمة هي ” انجذاب المرايا ” !!
تمعنت النظر في تلك الكلمة وقتا ً غير يسير, فكم منا من التقى شخصا ً وتجانس معه وكأنه قد عاشره اعواما ؟؟ وكم منا من صادف
زميلا ً على مقاعد الدراسة فشاطره افكاره ونفسه حتى بات من اقرب المقربين اليه ؟؟ وكم منا من عرف صديقا ً ما في موقع ما
فاصبح يرى نفسه في ذلك الصديق ؟!!
قارئي العزيز ….أتُراك يوماً صدفت شخصاً تقاسم الروح معك ؟؟!! فكأنما روحك هي روح واحدة سكنت في جسدين , فتكاد
تجزم بأنك انت هو وهو لاشك انه انت ؟!!
هي ظاهرة تحدث لنا رغم جهلنا بها كظاهرة حقيقية , فلكلò منا مرآة ينجذب إليها تلقائيا ً وبدون اية مقدمات, هناك يجد كلò منا نفسه
ويستطيع ان يراها بكل وضوح , ولا يتكلف عناء ان يشرح نفسه فانعكاس الصورة يغني عن الشرح .
فعندما يتكلم تشعر وكأنك تمارس الكلام والسمع في آنò واحد فتنفرد في زاوية الاستمتاع العميق ,
ورغم ذلك فإن اقترابك الشديد والتصاقك بتلك المرآة قد يعني اضطراب الصورة ولربما انعدامها , لذلك وجود مساحة فاصلة بينك وبين المرآة هو شرط اساسي لتحقيق الغاية منها …
على الرغم من قناعتي بأن البعد الذي تمثله الصورة عن المرآة لا يشكل الابعاد الحقيقية ابدا ً !!
قد تحتاج احيانا ان تبذل القليل من الجهد لتجد مرآتك ولربما كانت أمامك ولكن الزاوية التي تنظر منها إليها تحول دونك ودون ذلك ,
تذكر دائما ًان الجهة الخلفية من المرآة عادة ما تكون معتمة , ومن هنا فقليل من الجهد هو مطلوب منك…
فالنتيجة حتماً تستحق ..
اجمل ما تحمله تلك المرآه المتنقلة انها وان اضطربت درجة الوضوح لديها فقليل من قطرات الصدق مع مسحة من الاحتواء كفيلٌ بأن
يعيد الصورة إلى ابهى حللها .
أما ما يحزن القلب حقا ً هو ان أي انكسار لتلك المرآة هو اعلان لك باستمرار رؤيتك لذلك الانكسار ما دامت المرآة ماثلة امامك ,
وقد تتكرر الانكسارات فتنعدم الرؤية لديك تماماً .. فالحذر ..الحذر…
فكلنا مرايا , وكلنا صور ولكننا مرايا تتميز بشيء من الخصوصية, وصور تحتاج لمرايا خاصة !!.
تحية مني الى مرآتي التي ما كان لي ان اخدشها يوما ً كي اظل ارى نفسي بكل وضوح وبكل مصداقية, فكل الود لكö يا أنا .
يمكنك مشاهدة الصفحة في http://www.arabslab.com/vb/content.php?r=160-انجذاب-المرايا-!!!
مقالة رائعة كالعادة … وصدق رسول الله حينما قال ” الأرواح جنود مجندة ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”
بأبي هو وأمي …صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم وما كان ليقول الا الصدق…
ذكرتني أخي الكريم بمن هو أروع وأرقى…. فلك صادق شكري وامتناني..
شكرا لك اختى الكريمة
دائما مواضيعك رائعة
السلام عليكم ، مقالة رائعة فعلاً أخت عبير وأسلوبك رائع جداً، وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم:((المؤمن مرآة أخيه المؤمن)) ، لكن في بعض الأحيان نجد مرآتنا ونفرح لكن نكتشف بعد مدة أن الصورة التي نراها مزيفة
يسعدني أنني أرقى لمستوى ذائقتكم أخي عوني ..
وأقدر وجودك الدائم …..فلك الشكر…
وعليكم السلام أختي العزيزة محبة الاسلام …
صدقيني لم تكن مرآة ,ولربما كانت سطح مصقول باحترافية حتى كاد ان يكون مرآة !!
المرآة لا تزيف الصور أبدا ً …
حتى وإن كُسöرت تظل جاهدة في محاولة جادة منها لتظهر – ما يمكن اظهاره من – الصورة على بقاياها المتناثرة …
أرى أن المرآة أكثر وفاءً من أن نتهمها بالزيف …
لكö ودي ..
صباح الخير وشكرا على المقالة الجميلة , “ورغم ذلك فإن اقترابك الشديد والتصاقك بتلك المرآة قد يعني اضطراب الصورة ولربما انعدامها ” هل يعني هذا ان المرايا والصور لا تلتقي ابداً؟؟
ما أشقاها إذاً !!!
لا قيمة للمرآة بدون صورة تعكسها , والصورة تفتقد الاستمتاع بجمالها بفقدانها للمرآة !! …
أخي الفاضل ..
هناك فرق كبير بين الالتصاق والإلتقاء …وجود مساحة بين الصورة والمرآة يحقق اللقيا وينفي الالتصاق !!
ما اقتبسته أخي الكريم يعتبر نصاً مبتوراً لا يكتمل معناه إلى بقراءة المتمم له, والذي يجزم بأن تلك المساحة
قد يتم اختزالها وبالتالي لا تمثل أي بعد حقيقي !!..
آمل ان تكون الرؤية أكثر وضوحا ً ..شكرا ً لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل ربما لم تكن مرآةً حقا ولكنها كانت كما قلت سطحاً مصقولاً بإحترافية لدرجة أن الرؤية إختلطت علي وظننتها مرآة…. جزاك الله خيرا
كلام كبير جدا
أتشرف بوجودك أخي M.r lab ,,,,
شكراً لك ..
مقاله شيقه ومؤثره جدا
لاادري هل هي تعبير عن حوار النفس مع ذاتها… ام هو حوار الشخص مع الاخرين
لاادري هل اصبح لوم الانسان نفسه على تقصيره امر صعب…. ام حوار الشخص مع غيره اصعب
مقال مؤثر ومعبر لك مني ودي وتقديري و1
شكراً عزيزتي ( الربيع القادم)…
هناك ( آخرين ) أبلغ وصف لهم هو انهم ( نحن)..
بمعنى أن المقال حقيقةó لم يقصد به حديث النفس مع النفس ,وإنما مع أولائك الذين نجد أنفسنا معهم .
من جهة أخرى فإني لا أجد حديث النفس مع النفس أمر مسلò أبدا بل هو
غالبا ًما يميل إلى إحدى الكفتين فإما جلد الذات وإلا نفاقها ..
فإذا كانت الجنة بنعيمها موحشة بدون صديق .. فما ظنُكö بالدنيا !!
لكö محبتي ..
أسعد الله ايامك عبير
لقد اسعدتيني بهذه المقاله الجميله
آمين أخي ( الحر العربي )….
وأنا بدوري أسأل الله لك سعادة لاتنقطع …
مقال مؤثر جدا بجد
مس احساسى لدرجه انه ابكانى
استحاله المراه تعكس صورتنا الداخليه التى نخفيها