الخلايا الجذعية وأمل علاج السكري.

Hamood AlSudais 30 يونيو, 2011 10

بقلم/ حمود السديس
في هذه الأيام يعد مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعاً بين المجتمعات وقد تم اكتشافه قبل آلاف السنين بخاصية ارتفاع السكر في الدم نتيجة انخفاض في الانسولين” الهرمون الوحيد المسؤول عن خفض السكر في الدم” نتيجة خلل في خلايا بيتا البنكرياسية ويمكن تقسيمه إلى 3 أنواع رئيسية: النوع الأول” عدم إفراز الأنسولين أو إفراز كمية قليلة نتيجة مهاجمة خلايا الجسم المناعية لخلايا بيتا” والثاني” يفرز الانسولين بشكل طبيعي لكن القلوكوز غير قادر على دخول الخلايا” والنوع الثالث: سكر الحمل .

العلاج المتبع في حالة المرض هو المحافظة على مستوى السكر في الدم عن طريق الرياضة والتقليل من السكريات لكن هذا الإجراء غير كافي لذلك تواصلت البحوث حتى تم إنتاج الانسولين لأول مره عام 1921م لكن لا يعد هذا الحل حلاً رئيسياً حيث استمرت المضاعفات بسبب مرض السكري، وفي الستينيات الميلادية في محاولة لإيجاد حل نهائي تم إجراء عملية زراعة بنكرياس لكن مع الأسف استمر الجهاز المناعي بمهاجمة العضو الجديد بجانب وجوب استخدام مثبطات مناعية،لذلك فكر العلماء بزرع خلايا بيتا فقط تقليلاً لإمكانية رفض الجسم للبنكرياس كاملاً لكن استمرت الحاجة لجرعات من مثبطات المناعة، وهو ما مهد للبدء بمحاولات العلاج عن طريق الخلايا الجذعية.


الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة لها القدرة على التحول لأي خلايا مكونة للأنسجة المختلفة ويمكن تقسيمها إلى [COLOR=green]3 أنواع: Totipotent وهي خلايا مستخرجة من بداية تكوين الجنين في (اليوم 1-3)، Pluripotent مستخرجة من بداية تكوين الجنين (اليوم 5-14) والأخير والذي هو عبارة عن خلايا جذعية من خلايا بالغة وتسمى Multipotent .


طرق المعالجة التي تناولتها في هذا المقال ما هي إلا جزء صغير جداً من بحر من الطرق والدراسات لكنها ستقدم لنا نظرة عامة على الطرق المستخدمة ومستقبل العلاج باستخدام الخلايا الجذعية للنوع الأول من السكري، [COLOR=blue]و أوردت خمس أمثلة من الطرق المجربة وهي كالأتي:

  • تحويل الخلايا الجذعية الجنينية إلى خلايا قادرة على إفراز الانسلين (1):

تم عزل هذه الخلايا وتحت ظروف معينة ( الشرح في المقال الرئيسي) في المختبر تم تحويلها إلى خلايا قادرة على إفراز الانسلين وتم تجربتها على فئران تجارب مصابة بالسكري و حسنت من مستوى الجلوكوز في الدم.

  • تحويل الخلايا الجذعية في النخاع (HSC ) إلى خلايا قادرة على افراز الانسلين(1):

بدء التفكير في هذه الطريقة بعد اكتشاف خلايا جذعية من النخاع هاجرت إلى البنكرياس مكونة خلايا تفرز الانسلين وكان هذا بعد عملية زراعة نخاع عظم لأحد المرضى.
وفي هذه الدراسة تم عزل خلايا جذعية من النخاع وتنميتها مخبرياً وتحفيزها لإفراز الانسلين ثم تم زرعها أسفل كلية احد فئران التجارب المصابة بالمرض ونتج عنه تحسن في مستوى السكر بالدم وزال هذا التحسن بعد إزالة الكلية.

  • تحويل خلايا جذعية من الكبد والبنكرياس إلى خلايا قادرة على إفراز الانسلين(1):

تم عزل هذه الخلايا وتحفيزها مخبرياً وأظهرت قدرتها على تخفيض مستوى السكر في الدم لكن للأسف استمر الجهاز المناعي بمهاجمتها.

  • علاج النوع الأول من السكري عن طريق تغيير خلايا T المناعية(2) :

ركزت هذه التجربة على إصلاح الجهاز المناعي في محاولة لإيقاف تدمير خلايا بيتا في البنكرياس وتمت هذه العملية خلال 3 مراحل طبقت على أشخاص مصابين بالنوع الأول من مرض السكري الخطوة الأولى كانت عبارة عن تحفيز الخلايا الجذعية في نخاع العظم للخروج للدم السطحي ليتم جمعها وتخزينها ثم بدأت الخطوة الثانية المتمثلة بتثبيط المناعة كيميائياً بهدف تدمير جميع خلايا T السطحية ثم كخطوة أخيرة تم ضخ الخلايا المخزنة إلى سطح الدم الخارجي لتكون خلايا T ذات ذاكرة جديدة لا تهاجم خلايا بيتا البنكرياسية. وأظهرت النتائج المطبقة على 23 شخص توقف 12 شخص عن الانسلين و8 أشخاص توقفوا لفترة اقل . وتم أيضاً إجراء مثل هذه الدراسة بواسطة علماء لكن بإضافة ضخ خلايا جذعية مباشرة إلى البنكرياس بجانب الضخ في السطح الخارجي للدم.

  • علاج النوع الأول من السكري عن طريق زرع خلايا جذعية من الحبل السري من الشخص نفسه (3),(4),(5) :

وتعد هي أفضل طريقة لأنها تعد الأكثر أماناُ بلا أي مضاعفات لكن المشكلة تكمن في أن الأشخاص الذين يحتفظون بخلايا المشيمة لأبنائهم هم قلة. تم إجراء هذه التجربة على أطفال احتفظ أهاليهم بخلايا الحبل السري وتم حقنها مباشرة في الدم السطحي وانتقلت هذه الخلايا ذاتياً إلى البنكرياس وتم دعم هذه الطريقة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2005 م وتم نشر النتائج في عام 2007م .


*** نتائج هذه الدراسات وتفاصيل إجرائها مذكور في البحث الرئيسي وقد يتم طرحها في اعداد قادمة.

خلاصة البحث :
جميع الدراسات أظهرت نتائج رائعة ومميزة لكن عاب على بعضها قصر فترة المتابعة للمرضى مما يجعل الحكم على وضع خطورة العلاج بهذه الطريقة و فعالية العلاج صعب جداً، وعلى الرغم أن التجارب السريرية لاستخدام الخلايا الجذعية في الانسان قد بدأت بالعام 2003 إلا انها لايمكن ان تكون كافية لتحديد الاثار الجانبية بعيدة المدى و تحديد إمكانية عودة الحالة لما كانت عليه سابقاً.
كل ما سبق يجعلنا أمام تحد صعب في حث مرضى النوع الأول من مرضى السكر للدخول في مثل هذه التجارب … على عكس مرضى السرطان نتيجة لخطورة المرض فإننا يجب أن ندفع المرضى لمثل هذه العلاجات وهذه توصيات أغلب الدراسات الحالية.


ومن خلال هذا البحث خرجت ببعض التوصيات التي قد تكون مفيدة:

  • الحرص على تخزين دم الحبل السري للمواليد الجدد خصوصاً للمنتمين لعائلات تاريخها المرضي يظهر مرض السكري أو انواع محددة من السرطانات.
  • دعم الأبحاث والتجارب السريرية في مجال الخلايا الجذعية سواء مادياً أو تعليمياً لمواكبة التنافس العالمي الشديد في هذا المجال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض المراجع:

  1. Couri CE and Voltarelli J (2009).“stemcell therapy for type 1 diabetes mellitus: a review of recent clinical trials”.Diabetology and metabolic syndrome 1:19.

 

  1. Goldman S, Windrem M (2006). “Cell replacement therapy in neurological disease”. Philos Trans R Soc Lond B Biol Sci361 (1473): 1463–75.

 

  1. H. Viener, T. Brusko and C. Wasserfall et al., (2007) “Changes in regulatory T cells following autologous umbilical cord blood transfusion in children with type 1 diabetes”, 67th American Diabetes Association Scientific Sessions, American Diabetes Association, Chicago, IL (2007), p. A82. Experimental hematology 2008; 36 (6) :710-715.
  2. Haller MJ, Viener HL, Wasserfall C, Brusko T, Atkinson MA, Schatz DA: (2008) Autologous umbilical cord blood infusion for type 1 diabetes. Exp Hematol 2008, 36:710-715.
  3. M. Haller, H. Viener and T. Brusko et al., (2007) “Insulin requirements, HbA1c, and stimulated C-peptide following autologous umbilical cord blood transfusion in children with type 1 diabetes”, 2007 American Diabetes Association Scientific Sessions, American Diabetes Association, Chicago, IL (2007), p. A82. Experemental hematology 2008;36 (6) : 710-715.

10 تعليقات »

  1. Hamood AlSudais 22 يونيو, 2011 في 2:39 م - Reply
  2. عيوني المجهر 2 يوليو, 2011 في 3:10 م - Reply

    مشكورين عالموضوع الرائع

  3. Hamood AlSudais 3 يوليو, 2011 في 2:51 م - Reply

    شكرًا على مرورك ونتمنى يكون الموضوع نال على إعجابك

  4. aishah 18 يوليو, 2011 في 2:04 ص - Reply

    يعطيك العافيه موضوع رائع

  5. الشمري احمد 24 يوليو, 2011 في 6:58 م - Reply

    اود ان اقدم شكري وامتناني لكاتب هذا الموضوع لما قيه من المعلومات القيمة بخصوص مرضى السكر وبما اني متخصص في التحليلات المرضية ويسالني الكثير عن علاج نهاىي لهذا المرض فقد احييت الامل من جديد وخصوصا النوع الاول

  6. Hamood AlSudais 28 يوليو, 2011 في 5:43 م - Reply

    شكراً على تواصلكم ومتابعتكم ونتمنى أن نكون قدمنا بحث ومعلومة مميزة … وسعدنا بتواصلكم ونسعد بمشاركاتكم.

  7. nooralayn 29 يوليو, 2011 في 7:34 م - Reply

    شكرا على هذا الموضوع المفيد وارجو الحصول على مصدر هذه الدراسة لاني ادرس على مرض السكر واحتاج الى مصدر الدراسة مع جزيل الشكر

  8. Hamood AlSudais 31 يوليو, 2011 في 1:35 م - Reply

    نور العين: الدراسات موجودة بالمراجع … شكرا على متابعتك

  9. safi 20 11 أغسطس, 2011 في 9:43 ص - Reply

    جزاك الله خير على هذا الموضوع الحيوي والمهم جدا.

  10. محمدالعمده 3 أكتوبر, 2011 في 9:04 ص - Reply

    مشكور الف الف شكر لك

اكتب رد »

انقر هنا لإلغاء الرد.

Google+