حصيلة نقاش: فيروس الكبد C وانتشاره في مصر

مشاركات الأعضاء 16 أبريل, 2011 2

بقلم: جمال الرياشي

إن الإصابة بفيروسC (سي) باتت أخطر و أفظع من أي وباء تشهده مصر في تاريخها. – فمصر الآن تحتل المرتبة الأولى على مستوىالعالم في هذا المرض.
فما هو فيروس الكبد C (سي)؟الالتهاب الكبدي سي هو مرض فيروسي يصيب الكبد و يؤدي عند نشاط الفيروس إلى حدوث التهابات بالكبد، تختلف حسب شدتها من مريض إلى أخر، قدتؤدي مع شدة الالتهابات و استمرار النشاط إلى حدوث تليف بالكبد، فشل كبدي أو حدوثأورام.

وقد تفشى المرض في مصر في الفترة مابين عامي1960و 1970 عندما استخدمت محاقن غير معقمة خلال حملة قامت بها الحكومة للعلاج من البلهارسيا.

وكشفت دراسةعلمية جديدة أن مصر تضم أعلى معدلات انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي ( سي( في العالم، حيث يصاب سنويا أكثر من نصف مليون شخص، مما ينذر بوجود وباء في البلاد التييبلغ عدد سكانها 77 مليون نسمة، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فعالة لكبح انتشار الفيروس.

وحسب الدراسة التي نشرت مؤخرا في الدورية العلمية “بروسيدنغ أوفذي ناشيونال أكاديمي أوف سينس”، تشهد مصر نحو 537 ألف إصابة سنويا أي حوالي سبعةأشخاص من كل ألف مصري “مما يشير إلى الزيادة المستمرة في معدلات الإصابةبالمرض“.

ولقد رأيت أن هذا الموضوع من أهم المواضيع الخطيرة والمعاصرة بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين ,واعتقد إن هذه الظاهرة لم تأخذ حقها في مجال البحث والدراسة ,وان السكوت عنها سوف تفاقم المرض وتزيد من انتشاره .

فقررت بعدالاستعانة بالله جل جلاله ,أن أضع حلقة نقاشيه في قسم المايكرو حول أسباب انتشارفيروس الكبد في مصروبالإمكان مشاهدة النقاش على هذا الرابط :

مــــــخــــــتـــــــبـــــــرات الــــــعــــــرب

ولقد وجدت التجاوب من أعضاء مختبرات العرب من حيث التفاعل مع هذا الموضوع ,وقد أبدعوا وتميزوا في مناقشاتهم الهادفة ,ونتيجة لمجهودهم فقد وضعت تصور حول انتشار هذاالفيروس في جمهوريه مصر العربية.
وهذا العمل المتواضع لم يكن ليتم لولا مساهمةالإخوان والأخوات من مشرفين وأعضاء ,ويتميز هذا التقرير بأنه خاص وحصري بمختبرات العرب وبمجهود أعضائه المميزين .

ويسرني أن أضع بين أيدكم هذا التقرير و النتائج التي توصل إليها أعضاء مختبرات العرب المشاركين في النقاش حول انتشار فيروس الكبد سي في مصر و تتلخص في التالي :المرحلةالأولى:بداية انتشار الفيروس كان بسبب علاج البلهارسيا ,وذلك باستخدام الحقن الملوثة في ما مضى .وكذلك التطعيم بالحقن بها.

فقد ثبت أن مرض البلهارسيا أكتشف في مصر ,حيث تعتبر من أكثر الدول التي كانت البلهارسيا منتشرة فيها ,وقد أشار العلماء أنه يصيب 300 مليون شخص حول العالم .

ويعانى منه ما يزيد على 20% من الشعب المصري أي حوالي 14 مليون نسمة ,وأشار الباحثين المصريين إلى أن مصر عرفت البلهارسيا منذ القرن السابع والعشرين قبل الميلاد في عصر الدولة القديمة, وأكدوا أن العلماء عثروا على بقايا بويضةالبلهارسيا على جدار الأمعاء والمثانة في مومياوتين فرعونيتين يعود تاريخ إحداهم إلى عصر الأسرة 20 في القرن التاسع قبل الميلاد.

وكان أول من وصف مرض البلهارسيا هو تيودور بلهارس في 1851 ، كان يعمل في مستشفى شرم قصر العيني في القاهرة. فيرسلة إلى أستاذ ث. فون Siebold يصف اكتشافه الجديد خلال الفحص بعد الوفاة .

ويمكن القول أن مرض البلهارسيا مستوطن في أفريقيا (وخصوصاً في مصر), ويتوطن فيمصر من عهد قدماء المصريين البلهارسيا بنوعيها البولية (هيماتوبيم ) والمعوية ( مانسونى ) كما يوجد عائل وسيط لكل منهما ( القواقع الناقلة للبلهارسيا ) تعيش فيالمجارى المائية ( الترع والمصارف )وفي مصر ظلت المدارس لفترة طويلة جداً تقوم بتطعيم التلاميذ بالمحاقن الزجاجية، والتي كان محقن واحد منها يستخدم لتطعيم مدرسة كاملة! مما أدى إلى انتشارالفيروس بصورة كبيرة، إضافة إلى حقن البلهارسيا التي كان يتم إعطاؤها في الخمسينات والستينات في الريف بنفس هذه المحاقن الزجاجية، وتشير الدراسات إلى أن حملات مكافحةالبلهارسيا في ذلك الوقت؛ هي التي أدت إلى انتشار الفيروس بهذا الشكل الكبير بينسكان الريف المصري، وأدت إلى توطّن المرض في مصر.

حيث عزى طبيب مصري انتشار فيروس الكبد سي في الريف المصري إلى إصابة الفلاحين بالبلهارسيا ,وقال بدوي لبيب أستاذ أمراض الكلى بجامعة عين شمس أنه قد ثبت بالأبحاث المعملية أن البلهارسيا حاضن كبير لفيروس الكبد سي والذي تم اكتشافه داخل يرقة البلهارسيا.

المرحلة الثانية :عملية التبرع بالدم وغسيل الكلىقبل اكتشاف فحص الفيروس( C ) ساعدت عملية نقل الدم و عملية غسيل الكلى في انتشار الفيروس, فلم يكن يتم عمل اختبار لفيروس (سى) فى الدم المأخوذ من المتبرعين قبل عام 1993 فى مصر (1992)فالمرحلة التي تلي استخدام الحقن الملوثة أي بعد عام 1970 إلى وقت عمل فحص فيروس الكبد سي عام1993أي إنهذه المرحلة مدتها ما بين 1970-1993.
معنى ذلك أنه لم يكن يتم عمل الفحص لهذاالفيروس في هذه الفترة,وعليه يتم قياس كم عميله نقل دم تمت وغسيل كلى .
بالإضافة الى الأشياء الأخرى المشتركة التي سوف يتم ذكرها في المرحلة الثالثة .المرحلة الثالثة(الحالية) :

وهي المرحلةالأخيرة في الوقت الحاضر,ولها عدة أسباب ,تكاد تكون موجودة في المراحل الثلاث . وتتلخص في ما يلي :1-التطبيق الغير كافö لإجراءات الوقاية والسلامة المتبعة في المرافق الطبية وعيادات الأسنان.

2-الإجراءات الصحية السيئة ,عدم الوعي الصحي والتثقيف ,الإهمال ,الأمية.

3-ينتشر عن طريق الدم نتيجة أشياء كثيرة فى الأرياف .
مثال على ذلك الحلاق يحلق لأكثر من شخص بنفس الموس4-بين مدمني المخدرات .

5-الأدوات الغير معقمة في العمليات,غسيل الكلى ,المناظير .

6-استعمال الأغراض الشخصية من قبل الأقارب أو الاخوه أو حتى للطلبة الذين يسكنون معاً7-الممارسات الجنسية المحرمة و الخاطئة وإمكانية انتقاله بين المتزوجين8-ممكن أن ينتقل من الأم إلى جنينها حسب أخر الدراسات .

9-نقل الدم الملوث بالفيروس10-إجراء عمليات دون تعقيم الأدوات بشكل جديهذه المرحلة تأتي بعد اكتشاف فحص فيروس الكبد سي أي بعد عام 1992وسبب الارتفاع فيها إن أصبح هناك العدد كبيرللمصابين فسهل عمليه نقل الفيروس وتشهد مصر نحو 537 ألف إصابة سنويا أو حوالي سبعةمن كل ألف مصري “مما يشير إلى الزيادة المستمرة في معدلات الإصابة بالمرض فما سببالارتفاع .

كما أسلفت هناك أعداد كبيرة أصيبت من المرحلة الأول والثانية ,فأصبحت عمليه النقل للفيروس سهله ومتوفرة ومثال على ذلك[COLOR=darkred] :

لو كان عندنا قرية عدد سكانها 1000 شخص وعدد المصابين بفيروس الكبد 200 شخص ولديهم طبيب أسنان واحد وحلاق واحد ,وفي القرية الأخرى كان عدد السكان 1000 شخص وعدد المصابين بفيروس الكبد سي 2 أشخاص ولديهم طبيب أسنان وحلاق واحد .

فأي قرية يكون انتشار الفيروس أكثر ,من المؤكدأنها القرية الأولى وبشكل كبير ؟؟

كذلك الحالة الآن في مصرومن خلال هذه المراحل الثلاث نكون قد حددنا مراحل انتشار الفيروس في مصر .التوصيات والحلول المقترحه :1-نشر الوعي الصحي بين العاملين الصحيين ضرورة لا بد منه وكذلك طرق التخلص السليمة من الحقن وعدم إعادةاستخدامها2-محاولة ضبط حقن الإدمان فتبادل الحقن بين المدمنين طريقة مهمة في انتشار المرض3-يجب وضع قانون صحي ورقابة صحية شديدة على محلات الحلاقةالمنتشرة في الأرياف خاصة4-تطبيق كافة إجراءات الوقاية والسلامة المتبعة في المرافق الطبية وعيادات الأسنان.

5-الحرص في نقل الدم النقي السليم المفحوص من كل الأمراض لمريض أخر6-الحرص من بعض الأدوات الغير معقمة المضرة التيتساعد على نقل الفيروس مثل أدوات الحلاقة والإبر المستخدمة وإلخ

7-الحرص على عمل فحوصات الزواج8-معالجة البعد الاجتماعي للمصابين بهذا المرض9-رغم أنه يصعب أن نطلب من الدولة تحمل تكاليف علاج الانترفيرون طويل المفعول، لكن قد يكون من الضروري توفيره في الأسواق للأفراد و الشركات الخاصة القادرة والراغبة، وإذ أمكن توجه جهود الدولة والجهات المعنية على التفاوض مع الدول المنتجة للدواء على خفض سعره خفضًا مؤثرًا في ضوء التعاون الدولي وعلاقات مصر الطيبة فإن هذا المجهود سوف يعود على المريض المصري.

10-الاتفاق على نشر مقالة مرتين شهريًّا في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية للتوعية بفيروس سي وكيفية الإصابة وتكون هذه المقالات باسم الجمعيات العاملة في مجال الكبد وليست باسم الأطباء.

11-إدخال العادات الصحية السليمة بطريقة سلسة وتقليدية في المسلسلات والأفلام العربية.12-توزيع كتيب بكيفية تعقيم الأدوات الطبية على الأماكن الطبية المختلفة ودعوة الكادر الصحي إلى محاضرات في الجمعيات الطبيةالمتخصصة للتوعية لكيفية انتقال المرض وتعقيم الأدوات.

13-التوعية بالكشف المبكر عن الإصابة، حيث إن العلاج في حالات الإصابة الحادة غير مكلف ونتائجه مضمونة.

14-وجوب إضافة طرق نقل العدوى والوقاية من الفيروس سي في برامج التدريس في جميع مدارس التمريض وجميع المدارس ابتداءً من الابتدائي حتى المرحلةالثانوية.

15-وجوب توعية رجال الدين الإسلامي والمسيحي وأئمة المساجد بمعلومات محددة، وبسيطة عن طريق نقل العدوى.

16-بحث إمكانية إدخال معلوماتعن طريق نقل العدوى والوقاية عن طريق أسئلة وأجوبة في برامج المسابقات التلفزيونية و الإذاعية.

17-عمل سلسلة من الندوات الأسبوعية باللغة العربية في جميع النقابات والنوادي والسجون والمدارس والأحزاب والتجمعات لشرح طرق العدوى وانتقالها .

18-اختيار شهر كل عام لتكثيف الجهود لمقاومة الفيروس، وتحديد عام- وليكن عام2011- ليسمى عام مقاومة فيروس سي.

19-الامتناع عن العلاقات الجنسيةالمتعددة و الشاذة.

20-إذا كان الزوج أو الزوجة من المصابين ينصح بالواقي الذكري لزيادة الأمان.


 

ويسرني توجيه الشكر لكل من شارك في هذه المناقشة وهم:

ambititious 553- عوني يوسف- Red Rose-أميرة يمنية- شموووخ اليمن- عاشقة الميكرو26- hagred- micro staff- Dr.Prestige- sonuci_2010- كنت ميتا- ibtesam- جف البحر- hussen99- محمد عابد- Egypt doctors- wafaatolba.

جمال

2 تعليقان »

  1. Hamood AlSudais 10 أبريل, 2011 في 4:37 م - Reply
  2. Hamood AlSudais 17 أبريل, 2011 في 5:10 م - Reply

    الله يعطيك العافيه أخ جمال وجميع من شارك في هذا النقاش …

    موضوع تميز بالسرد التاريخي وكيف تطور المرض من الصفر حتى وصل ما وصل عليه في هذه الأيام …

    وأعتقد انه من المهم الانتباه لبداية المرض في مصر وتسلسه لحماية اي دول معرضه لمثل هذا التفشي.

    شكراً مره اخرى

اكتب رد »

انقر هنا لإلغاء الرد.

Google+