بقلم/ عبير فارس
في هذه المرة اختلفت نظرتي إلى وجهتين وكل وجهة تمسكت برأيها , فبينما كان الأصل أنني أميل وبقوة إلى احداها إلا أنني بدأت
أؤمن بأن الأخرى قد تكون أقرب للصحة ..
ما زلت أصر على أن الحياة ليست إلا عطاءً , وهذا غالباً ما يجعل من الانسان حريٌ بأن لا ينتظر ما بعد العطاء إلا ذلك الشعور
الرائع والذي قد يضاهي كفة الأخذ.
ولكن السؤال الذي شطر نظرتي هو …هل هناك حدود لهذا العطاء ؟!
بداية دعني قارئي العزيز أُحيطك علماً بحدود فهمي للعطاء, فالعطاء كيفما أرى هو ان تتفقد موضع يد الحاجة عند الآخرين ثم تغدق
على ذلك الموضع بما يلائمه حتى يشع جمالاً واشراقاً وكمالاً.
وأقول عنوة لا هفوة (تفقد يد الحاجة) أي أن تلك الأيدي المبسوطة إلى الأعلى المتطلعة لأي شيء ولكل شئ هي حتما خارج إطار
التعريف!
أما الوجهة الأولى والتي كنت اعتنقها لفترة طويلة فتقول بأن العطاء لا يفرق بين مستحقò وغيره ؛ لأن الذي يمارس ذلك العطاء
ما هو إلا المستحق الأول , كما كنت أعتقد بأن العطاء جزء لا يتجزأ من الشخصية ولا سبيل من ان نحكره على أناس بعينهم .
من جهة أخرى رأيت أن الاسراف في العطاء قد يورث الآخرين الاسراف في الأخذ ويولد لديهم شعوراً داخلياً بأن ذلك العطاء ما هو
إلا حق لهم ,والعجيب أن لا يمارسوا المثل وكأنما خُلöقوا للأخذ والناس مسخرين لهم !!
ولربما كانت هذه هي الشعرة التي قصمت ظهر ” العبير”..
الغريب هو ان من يتسم بالعطاء عادة يجد صعوبة بالغة في الأخذ فيكاد لا يطلب حتى ما يسد رمقه ليس ضعفا ًوليس خوفاً ولربما
كان السبب الحقيقي وراء ذلك هو ذلك المنظار الوردي الذي اقنعه بأن العطاء منه قد يتبعه عطاء الآخرين وبذلك يتم الأخذ بطريقة
( أوتوماتيكية ) تحت مسمى عطاء الآخرين .
المؤلم أن تمتد( ألسنة ) تلك الآخرين ( بعين ) الاستغلال وعينك تبصر نواياهم مجاهرة ثم تغض ذلك البصر كي لا تخدش
حياءهم ….وأيُّ حياء !!
أتعلم ما تعلمته مؤخرًا ياصديقي ؟
ما تعلمته مؤخرا أن من الحكمة أحيانا ً أن تُسد بعض روافد العطاء ؛ فهناك من لا يمكنه ان يشعر بقيمة العطاء إلا بعدما تمتصه
الحاجه !
فمتى ما اقتنع الآخرين بأن العطاء ما هو الا اختيار فضلاً عن كونه واجب عندها لا بأس بأن تغدق كيفما تشاء .
واُصدöقُك القول …بأن من يسعده أن يحيك أحلامه على أنوار احتراقك لن يكن يوما ذلك الماء البارد الذي يطفئ ما بك من احتراق !
دمتم أحبتي معطائين لمن يستحق !
يمكنك مشاهدة الصفحة في http://www.arabslab.com/vb/content.php?r=192-generosity
رائعة دائما
(أن الاسراف في العطاء قد يورث الآخرين الاسراف في الأخذ ويولد لديهم شعوراً داخلياً بأن ذلك العطاء ما هو إلا حق لهم)
على الوجع يا عبير
إن الاسراف في العطاء يسبب تهاوناً وكسلاً في الرغبة على تنفيذ هذا الأمر كونه يأتيهم بدون أي تعب أو جهد وهؤلاء الناس يجب حجب العطاء عنهم
كما أن هناك فئة تستغل عطاء بعض الناس لتركب الأمواج المرافقة لنجاح هذا العطاء ونسبه إليهم إن استطاعوا وبدون أدنى خجل عندما يسرقون هذا النجاح
ولكن هؤلاء الأشخاص يجب ألا يسببوا الشعور باليأس لدى صاحب العطاء لأن أجره على الله ويجب ألا ينتظر الشكر من أحد.
الســــــــــــــــــلام عليكم يا عبيــــــــــــــــــــــــر، دائماً وأبداً مبدعة و1و1و1 🙂
بصـــــــــــراحة وجهة النــــــــــــظر الثانية صحيحة 100% ، لكن تظــــل الأولي تعلن عن وجودها فينا مما يجعلنا فعــــــــلاً فـــــي صــــــــراع داخــــلي مستمـــــــر وفي كل مــــرة تكـــون الجولة لصالح إحداهما ( إذا قابلت شخصاً لا يستحق العطاء ظهرت إبتسامات الشماتة في وجه الثانية وأنزوت الأولي بعيداً، وإذا قابلت شخصاً يستحق إبتسمت الأولى إبتسامةً رقيقة وبريئة وكأنها تقول :لا زالت الدنيا بخير وهذا يثبت لك ذلك)……… وتستـــــــــــــمر الجولات
والمـــوضوع كله جـــــــــــاء على الجـــــــــــــــــــرح يا عبير ومُـــــوفقة دائماً………
أخي عوني ,,,
وجودك يسعدني دائما ,,,,
فلك باقات الشكروالامتنان..
شهد ,,
لا أجد الوجع إلا مدرسة إجبارية قاسية لمن سابق خياله واقعه فظل الواقع جاثم على ركبتيه يتطلع للخيال وهو
يغادر حدود الرؤية … دعينا نتخرج منها بشهادات النقاء ,,, وكفى !
اعتذاري بحجم محبتي شهد..
مرحبا أخي ousamah….
سد بعض روافد العطاء ليس يأسا ً وليس إحباطاً للعطاء وإنما اعتمادها كطريقة
فعالة – عن تجربة – لإحياء قيمة العطاء عند من اعتاد الأخذ ولا يمنع أن نلتمس
الأجر في ذلك …
كل الشكر لوجودك …
وعليكم السلام صديقتي ( محبة الإسلام ) ..
أوافقك الرأي ..وصدقا أسأل الله لكö من التوفيق أضعاف ما تمنيتيه لي .
سأكون بانتظارك دائما ً…فلا تحرميني ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت عبير
مقالك ممتاز ولكن لي تعليق
الاسراف في العطاء (أحيانا) قد يفسد الآخذ
ففي طريقة العطاء يمكن ان نصل الى الهدف المطلوب من العطاء لألا وهو ان نسد حاجة المحتاج
وهناك مثل شعبي صيني يقول ( لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمك)
ارجوا وصول الرسالة
وصلت رسالتك مشكورا ً أخي الكريم أبو مريم ,,,
أتعلم أخي …أجد تتمة المتعة والروعة في العطاء عندما يكون بلا حدود,,,
أوافق المثل الذي ذكرته في العطاء المادي, أما العطاء المعنوي فأجده أقرب لما يلي :
” قدóر قöيمة السمكة وأعطيك بحرا ً ….فقط إن كنت تستحق “
لك شكري
ان كنت ساعطي
فهي يجب علي ان افكر مليا ان كان هذا يستحق العطاء ام لا … هنا سيتحول عطائي الي نوعا من المن الصامت الذي انتظر بعده المقابل
اوافقك الرائ باني ساغدق علي من احب اضعاف ما املك ..لكني لن احرم غيره في جزء مما منحني اياه ربي
أهلا بأميرة الرومانسية ,,,,
أؤيدكö في كل ما ذكرتيه عزيزتي وما كنت لأدعو إلى الحرمان أبدا ً ، وإنما
أدعو لأن نمسك زمام العطاء بحكمه وتوازن ولا نطلقه إلا لمن يستحقه فعلا ً..
كل الود والاحترام لشخصكö الطيب…
” الغريب هو ان من يتسم بالعطاء عادة يجد صعوبة بالغة في الأخذ “
مقالة متميزة يا عبير واصبتي عين الحقيقة ….
اتطلع الى ابداعك القادم ….
مرحبا أخي الكريم الحسن ( micro-lover)،،،
أصابتني الحقيقة قبل أن أُصöيبُها ،،
تسعدني متابعتك ،، شكراً لك ،،
العطاء له جوانب و اوجه كثيره وله مفعول سحري للتاثير على الاخرين اذا كنت قادر على العطاء فلا تترد في فعل ذلك مهما كانت نتائجه
موضوع جميل جدا جعلني احتار كثيرا بين ايجابياته وسلبياته
يعطيك الف عافية رائعة في طرحك اختي الكريمة
احسنت أخي جمال العولقي ،،،
ولتعلم أن هناك من أتقن ( تحصين ) نفسه من كل (نفحات المحاطين) كي يظل سليما ًمن هكذا سحر أو كما يظن ..
ممتنة لوجودك الطيب …
لكن احيانا بيكون وسيله لاكتساب حب وقرب الاخرين واحيانا يفسره البعض ضعف وعجز
لكن الانسان اللى بيتعود ع العطاء لا يستطيع منع نفسه من مساعده الاخرين
أختي شيماء …ما أروع كلماتك !
حقا ً من تعود العطاء يُدمöنه ، ولكن مساعدة الآخرين قد تتمثل في المنع أحياناً..
على كل حال هي فقط فترة مستقطعة كقرصه خفيفة على أذن الحياء ,,,, فالعطاء لا يقبل بأن يكون حالة ضعف قط !..
كل التقدير لكö..
اذا كنت قادر على العطاء فبادر ولا تفكر في العواقب فان رد الجميل بالجميل فهاذا خير كبير وان قوبل برفض فانت مش مذنب اديت ما يكنه ظميرك واخلاقك وستضل محبوبا لانك معطي دائما .
تسلم وتحياتي لك .
مرحبا بك أخي adnan salim..
هم عادة لا يقابلوا العطاء بالرفض – بل لا يعتبرونه عطاءً أصلا ً- و لربما يجدونه
أقرب ما يكون إلى الواجب الذي( يجب) أن يؤدى لهم.
تعودوا على الأخذ حتى جفت عروق أيديهم وهي ممتدة أبدا ً
تصرخ ب… هل من مزيد ؟
أخشى أن يأتي اليوم الذي تتحسس يدك فيه لتعطي بسخاء من يستحق عطاءك ،
فلا تجد ما تقدمه ! فقط لأن عطاءك استنزف فيمن لا يستحقه .
كل التقدير..
السلام عليكم ..
من باب لنا في رسولنا اسوة..
فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان يعطي بلا حكر
فقد كان يعطي في النصح والارشاد ويعطي فالدعوة الاسلاميه
ويعطي في نقل العلم بلا حكر ع اناس دون اخرين
مع انه عطاءه عليه الصلاة والسلام يقابل بالاساءة احيانا كثيره الا انه كان لا يبالي
ومن هذا المنطلق فاعتقد ان وجهة النظر الاولى كانت الاقرب للصواب
وان العطاء لا ينحصر ع اناس بعينهم
^اما بالنسبة لما ذكرتي بان الاسراف في العطاء قد يورث الآخرين الاسراف في الأخذ ^
وفي انفسكم افلا تنظرون ؟!
فلقد اعطانا الله سبحانه وتعالى من الخيرات والنعم ماقد نكون لا نستحقه
ومع ذلك فاننا نتمنى وندعي ونطلب المزيد وهذه من الطبيعة البشريه
فمها اخذت ومهما اعطيت فانها تطلب المزيد
***
موضوع رائع ورد متاخر جدا
ولكن ان دل ردي في هذا الوقت فأنما يدل على روعة المقال
لكي مني كل الشكر والتقدير اختي عبير
وعليكم السلام أخي الكريم .. د . عبد الرحمن س
تبارك ربٌ له مُلك السماوات والأرض لا ينضبُ معينـóه ..ومóن مöثلُ أحمد ؟! …
إضافة أطربتني قراءتها .. فشكرا ً لك..
أتعلم أخي ؟
استثني من هذا المقال عطاء المعلم لطلابه , والطبيب لمريضه , و المحامي لموكّöله ووو…….. .
فالعطاء فيما سبق أراه أقرب للواجب منه للعطاء ..
والعطاء الذي أعنيه هو أبعد ما يكون عن كونه واجب , وعادة يتساوى فيه الطرفين(الآخذ والمعطي ) حتى يغديان ككفتي ميزان
فتمتد يد الأولى- بكل حب – لتعطي الثانية , فترتفع الثانية ,و تبتسم الأولى – رغم انخفاضها – , ثم بعدها تعاود الكرة
لتعطي الثانية مرة أخرى , ….وهكذا حتى ترقى الثانية إلى قمة الميزان وتصطك الأولى بعتبة الأرض ! ..
أما كان من الأجدر أن يتوازن العطاء بين الكفتين ؟!
أرى أنه لا حاجة لنا لأن نرتطم بالأرض كي نشعر بإفلاسنا ..فماذا بعد ذلك ؟
مرحب بك دائما أخي الكريم ولك مني جزيل الإحترام..
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اخوتي جميعا
ان الله هو المعطي الاول وكل عطاء انما هو انعكاس لنور هباته في الوجود ومع ذلك فان الباري يعطي كل مخلوق ما يستحق اذ ليس هناك عطاء مطلق وكما قال الامام علي-ع- ان القلوب اوعيه وخيرها اوعاها هذا من جهة استيعاب المعرفة اذ ليس من الحكمة ان نعطي الجاهل فوق ما يتحمل من العلم لانه سوف